السؤال.. أنا والحمدلله أغض من بصري, ولا أنظر إلى المحرمات, وملتزمة بصلاتي, ولكن أشعر أن قلبي في حالة تعب شديدة.
فأنا كنت معجبة بشخص على الرغم من أني لم أنظر إليه أبدا, ولكن لمحته مجرد لمحة صغيرة, وسمعت الكثير عن أخلاقه وأدبه والتزامه بالصلاة فلذلك أعجبت به.
وكلما يأتي الحديث عنه أشعر أن قلبي ينبض بشدة, وكنت أدعو الله أن يجعله من نصيبي, على الرغم من أنه لا يعرفني.
حتى أن الطامة الكبرى أني أعيش الخيال معه بشدة, ولكن فيما بعد تبين لي أن هناك شيئا من خلقه غير سوي فقررت أن أقطع الأمل به.
المشكلة أن قلبي مازال ينبض كلما يذكر اسمه, أو حتى عندما أقرأ منشوراته على الفيس بوك, ومازلت أعيش الخيال معه, لا أطيق هذا الشعور لأني أحب أن ينبض قلبي بذكر الله, وألا يحب إلا الله, وألا يهتم إلا بالله.
وألا يبكي إلا خوفا من الله, وألا يعيش الخيال إلا مع الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة في الجنة.
أنا أعرف أن هذا الشعور اتجاه هذا الإنسان وهذا الخيال هو من عند الشيطان, ولكن لا أعرف كيف أتخلص منه, أرجو النصيحة فأنا محتاجة علاجا لقلبي كي يتطهر من كل شيء يتعلق بهذه الأمور, وفي الدنيا أنا محتاجة علاجا لتفكيري ولخيالي حتى يصير تفكيري سويا وخيالي طاهرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ smr حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونهنئك على هذه المشاعر النبيلة وهذه الروح الجميلة التي تدل على خير وتدل على رغبة فيهز
وهذه هي البداية الصحيحة - إن شاء الله تعالى – لتصحيح الوضع، فإن وجود الشعور والتضايق من المشاعر الموجودة عندك دليل على أن فيك خيرا.
ودليل على أن الله تبارك وتعالى رد كيد الشيطان إلى الوسوسة، وهذه بشارات من النبي - عليه الصلاة والسلام – لمن جاءته مشاعر سالبة وخاف منها وتضايق منها، فقال: (أوَجدتموه) وقال: (ذاك صريح الإيمان) ثم قال: (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة).
فأنت ولله الحمد في طريق النصر، إذا كان الشيطان لم ينل منك ولم يستطع أن ينل منك إلا هذا الشعور الذي يحدث لك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يثبتك وأن يسددك, وأن يلهمك السداد والرشاد.
ولا يخفى عليك أن الأمراض تعالج بضدها، فلكي تخرج أي محبة من قلب الإنسان لابد أن يعمر قلبه ويعمق حبه لله تبارك وتعالى، ثم يجعل محابه الأخرى تنطلق من قاعدة الحب في الله ولله تبارك وتعالىز
من قاعدة حب الله، فتحب الرسول - صلى الله عليه وسلم – لأن الله أرسله، وتحب الرسول - صلى الله عليه وسلم – لأن المؤمن ينبغي أن يحبه، وتحب الصحابة والصحابيات، وتحب الخير.
وتحب كل ما أحبه الله تبارك وتعالى، وبهذه الطريقة عندما يعمر الإنسان قلبه بحب الله تبارك وتعالى وبالارتباط به؛ فإنه بحول الله وقوته يخرج من هذه الدائرة.
وإذا ذكّرك الشيطان بهذه المشاعر فما عليك إلا أن تتعوذي بالله من الشيطان، ثم تتغافلي، ثم تهملي هذه المشاعر، ثم تتذكري ما في هذا المذكور من سلبيات ظهرت لك ولله الحمد، وهذه نعمة من الله تبارك وتعالى أنه أظهر لك هذه المشاعر السالبة.
وأنت بهذه الطريقة الآن تسيرين في طريق العافية، فلا تحزني، ولا تتألمي، ولكن كوني إيجابية عندما يذكرك الشيطان بالشخص المذكور.
دائمًا كما قلنا: الشيطان لن يتركك، وسيحاول، لأن الشيطان لا يقف في طريق أهل الغواية، وإنما كما قال: {لأقعدنَّ لهم صراطك المستقيم} فهو الآن يتسلط عليك لأنك تسيرين في الطريق الصحيح، وتجتهدين في غض البصر، وتجتهدين في البعد عن كل ما يُغضب الله تبارك وتعالى.
وأرجو أن تطمئني إلى أنك مأجورة على هذا الصراع وعلى هذه المنازعة وعلى هذا الضيق الذي يحصل معك عندما تأتي مثل هذه المشاعر بالنسبة لك، وهذه القلوب دواؤها طبعًا في ذكر الله تبارك وتعالى.
في توحيده قبل ذلك، في مراقبته سبحانه وتعالى، في شغل النفس بالمفيد، فالنفس - هذه النفس – إن لم نشغلها بالخير شغلتنا بالشر، إن لم نشغلها بالحق شغلتنا بالباطل، فاشغلي نفسك بما يُرضي الله تبارك وتعالىز
وتوكلي على الله في سائر أمورك، واحشري نفسك في زمرة الصالحات وفي زمرة الطيبين والطيبات، وتواصلي مع المواقع الطاهرة، حتى الموقع الذي هو فيه ينبغي أن تتفادي كل ما له صلة بهذا الشخص ولو لوقت محدد، لأن هذا سيبعده عنك ويبعد عنك التفكير فيه.
وإذا أردت المقالات الجيدة والمواقع الجيدة فمرحبًا بك في موقعك، هذا الموقع المتميز – موقع الشبكة الإسلامية – وغيره من المواقع الكثيرة ولله الحمد التي تنتشر في هذه الشبكة العنكبوتية.
فالإنسان لابد أن يغير البيئة, ويغير المكان, ويغير هذه الجهة التي هو فيها، التي تذكرك ويجعل خيالك يعود مرة ثانية إلى تلك الصفحات التي ما تريدين أن تفكري فيها، وأيضًا مع أنها كانت ولله الحمد في أكمل وأجمل الصورز
وهذا حقيقة أمر يسر، وحُق لنا أن نشيد بك وبأمثالك ونفرح بك وبأمثالك ممن تتمكن أن تغض بصرها, وتجتهد في الخير في بلاد فيها غفلات, وفيها منكرات تمشي على أرجل, وتقتحم على الناس بيوتهم, وحياتهم, وأنوفهم، وهذه نعمة من الله تبارك وتعالى أرجو أن تحمدي الله تبارك وتعالى عليها.
واعلمي أنك في جهاد مع هذا العدو، والإنسان الذي يجاهد ويشعر بالألم ويتضايق عند الخلل، هذا يؤجر على جهاده ويؤجر على عمله، فأنت ولله الحمد تأخذين الأجر مرتين، فاصدقي مع الله، وأخلصي في توجهك إلى الله تبارك وتعالى.
واحشري نفسك في زمرة الصالحات من عباد الله تبارك وتعالى، واشغلي نفسك بتلاوة كتاب الله وبالإكثار من ذكره وشكره، ونكرر شكرنا لك، وأرجو أن نسمع عنك الخير، ونكون سعداء بتواصلك مع الموقع.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يطهر قلبك وقلوبنا من الشقاق والنفاق وسيئ الأخلاق، وتوجهي إلى مصرف القلوب والأبصار، وسليه أن يصرف قلبك إلى طاعته، وأستغفر الله العظيم لي ولك.
والله الموفق.
الكاتب: د. أحمد الفرجابي
المصدر: الشبكة الإسلامية